الخميس، 14 أبريل 2011

في صباح يومٍ مضى ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..



الكثير منا يمشي في هذه الدنيا من غير تخطيط لها او مسار يرسمه القدر لمشاريعه اليومية او حتى المستقبلية .. والكثير منا يصدم لما يخبئة القدر له ياأما أن يبتسم له او اما ان يحزن وينزوي لما قدمت يداه لها !! والكثير منا من يذرف الدموع الساخنة لاننا نملك عيون مقهورة من هذه الدنيا .. ومن منا لم يذق طعم القهر او الطعم المر لهذه الدنيا القاسية فلو لم تكن هذه الدنيا قاسية لما ولدنا ونحن نبكي .. فعلينا ألا نبي قصورا في الهواء ونعلق امالنا العريضة عليها والا نسرح في الخيال من أجل مستقبل لا يعلم به الا الله فالنية الصادقة بعمل الخير يؤدي الى التوفيق وهذا التوفيق من الله عزوجل ..
أحداث موضوعي اليوم يدور في ركن من اركان هذه الدنيا الواسعة محاوره كثيرة وفيه الكثير من حكم هذه الدنيا ورحمة الله بالعباد .. يدور بين أمرأة في الثلاثين من العمر وبين إمرأه عجوز في مثل عمر جدتي خطواتها متثاقلة تحمل جسدها الضعيف بين يديها وعصاها ..
دخلت إمرأة في الثلاثين من العمر الى مؤسسة حكومية لعمل بعض الاوراق الرسمية واذا بها تنظر لتجد نافذة الموظفين مغلقة و هم من عليهم الحضور باكرا في مثل هذا اليوم ,, فلم تتعجب إذ لم تجد غيرها يدور في وسط المكان وإمرأة عجوز تنادي عليها من على كراسي للأستراحة ..
ظنت المرأة في بادئ الامر ان النداء ليس لها ولكن سرعان ما انتبهت اليه .. مشت نحو تلك العجوز ..
فاذا بها تقول: تعالي يا أبنتي وأجلسي لا يوجد أحد بعد والساعة الان تقارب الساعة العاشرة !! أفلا يعلمون أنه علينا الذهاب لدائرة أخرى لاستكمال الاوراق !!
فاجابتها : الله المستعان يا أمي .. سيحضرون أن شاء الله ..
وما هي الا ثواني حتى جاء رجل وأصبح ينادي على أسماء الاوراق المعتمدة .. فأخذت أوراقها المرأة العجوز وحيت بتحية السلام وهمت بالخروج .. أنتظرت المرأة الثلاثينية أوراقها وماهي سوى بضع دقائق الا وتحصلت على أوراقها ,, وخرجت ظناً منها بأن التعرف للمرأة العجوز قد أنتهى هنا !!
ركبت سيارتها ولم تصل الى باب الدائرة لتجد نفسها بدون أن تدري لتوقف سيارتها أمام تللك المرأة العجوز التي من المفروض أن تكون خارج الدائرة الان ولكن كبر السن ... !!
توقفت بقربها وهي التي اندهشت من وقوفها فهي تعتبر أن من يقف للغرباء على الطريق ضرب من الجنون وخاصة وأنها أمرأة ..
سالتها .. يا أمي أنا ذاهبة الى الدائرة الفلانية فهل طريقك من طريقي ..احست تلك المرأة بان باب الفرج قد فتح لها فاجابتها : نعم يا أبنتي ولكن ما باليد حيلة سأجد من يوصلني الى هناك .. وهنا نزلت المرأة من السيارة واخذت يد المرأة العجوز لتساعدها لركوب السيارة ..


أجلستها بقربها وبدأت المرأة العجوزبالشكر لها والدعاء بالتوفيق والتيسير لها من الله وأن يرزقها ما تريد وترضى من الله .. ثم بدأت بسرد قصتها فاذا بها تقول :عندي أثنى عشر ولدا أربع بنات وثمانية شبان .. زوجتهم جميعهم وكل واحد ببيته .. تركهم زوجي لي باكرا بعد أن توفى وبقيت لوحدي أشتغل واتعب وأسهر الليالي الى أن تخرجوا الواحد تلو االأخر فمنهم المهندس والطبيب ومنهم الموظف ومسؤؤل وغيره ماشاء الله وزوجت ابنتان وبقيت انا وبنتين أصرف عليهن الى أن يأتي نصيبهن ..
ماشاء الله يا أمي ولكن ما الذي جعلك تأتين مشيا ولديك ثمانية شبان .. سألتها المرأة مستغربة !!
فردت عليها ماذا أقول .. أنا الى الان موظفة في البنك أستغل في قسم التنظيفات حتى أنني عملت في البيوت من أجلهم وانا سعيدة بذلك ..ولكن أنظري اليهم الان لا أحد منهم يدق بابي أو يسالني الى أين وهم يعرفون بهذه الاوراق فلم يأـي إلي واحد منهم لأخذي لعملها .. فوالله لم أكن لاطلب منهم لو جاؤؤا ولكن لجبر خاطر أمهم التي تعبت وسهرت عليهم .. يا ليتهم كانواجميعهم من البنات فهم أحن علي يسالونني احتياجاتي ولكن ما بيدهن حيلة فأمرهن بيد أزواجهن !!
يجلبون أولاهم الى ولا أمانع في ذلك ويخرجون ولا يقولون أو يمرون ليأخذوا أمهم العجوز معهم رغم أنني لا أتدخل بحياتهم ولا أدري عنها بأي شيء سوى من أحفادي ..
إستغربت المرأة من الامر ولكن ما عساها القول سوى أن تواسي هذه المرأة فلا تريد أن تزيد همها بكلامها معها
فردت عليها :الله المستعان يا أمي والله غني عنهم جميعا ولكِ الله فهو يغني عنهم جميعا ..
وصلن أخيرا الى الدائرة وساعدت المرأة العجوز في أتمام أوراقها وأستكملت أوراقها هي أيضا .. ويرافقها الكثير الكثير من دعوات تلك المرأة لها ..وعند الانتهاء كانت قد استوقفت سيارة أجرة وحاسبتها وطلبت من السائق أن يوصل هذه الام الفاضلة الى ما تطلب اليه ..
دخلت المرأة بيتها وهي تفكر في أحداث هذا اليوم .. كيف انها لم يكن غيرها في الصالة في الدائرة هي والمرأة العجوز ورغم أنها ذائرة حكومية ومن المفروض أن تعج بالناس !! ووقوف سيارتها أمام تلك المرأة زادها حيرة من أمرها ولكن !!
دعوات تللك المرأة لها زادها غبطة وسرور فمن منا لا يحب أكتساب مثل هذه الدعاوي في هذا الشهر الكريم ..
وبعد حين في فترة الظهيرة جاء للمرأة خبر سعيد كانت تنتظره منذ بداية السنة أي من ثمانية أشهر ولم تصدق ما سمعت به ولكن ربما كان هذا كله أختبار من الله لتبشيرها بهذا الخبر السعيد وكما قلنا العمل بالنية الصادقة ماهو الا توفيق وهذا التوفيق من الله عز وجل .. فعلينا أن لا تنتظر شيء من الدنيا لقاء عملنا بالخير سوى من الله عزوجل وعلينا أن نزرع الخير لنحصده .. وعلينا أن نسعى لنيل رضا والدينا وخاصة الرجال منا .. فالكثير الكثير منهم عند الزواج ينسون من رباهم وتعب من أجلهم كما جاء في قصتي .. ثمانية شباب !! ينسون والدتهم العجوز ويتناسوها من أجل ماذا !! ربما من أجل متاع الدنيا ومن أجل رضا الزوجة وهذا موضوع أأخر ..
فالسعادة لا تهبط لنا من السماء ولكن نحن من نزرعها .. فهؤلاء أطفال الامس أصبحوا رجال اليوم ,, وأي رجال تفتخر بهم أمهم !!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

نبذة عني

عن المدونة

مواقع صديقة

مدونة بصمة نجاح جميع الحقوق محفوضة © 2012 برمجة المطور للبرمجة